يعتبرمن احد أعيان وشيوخ تيزنيت في النصف الأول من القرن 20.
ولد الحسين ندوقشوش سنة 1880 تقريبا بايت باعمران ، غير أنه انتقل رفقة زوجته عيشة الحاج
الى تيزنيت في احدى سنوات القحط و الجفاف و انتشار المجاعة “اشتغل بالتجارة و بسرعة أوجد له
أهل تيزنيت بسبب جدیته و حسن تعامله و نجاحه في تجارته ” نصحه اصدقاؤه بالزواج
بثانية لأنه لم يكن له أبناء من زوجته الأولى ، فتزوج ب عائشة المختار من المرس ، الزوجة التي كان
حظه معها أحسن و انجبت له أولادا وبنات ” تعرف عليه باشا تیزنیت و نائب المخزن بها الطيب
الكنتافي و توطدت علاقته به ،كما استأمنه على تجارته و كلفه ببيع مخزوناته من الحبوب و مواد
غذائية أخرى و ذلك لما عرف عنه من جدية و اخلاص في العمل وتحلي بالأمانة ” وهنا كانت بداية
قصته مع المال و الجاه خاصة بعد ان عاد القائد من احدى مهامه بمراکش و وجد ان الحسين اقشوش
قد حقق له أرباحا كبيرة ، فتنازل له عن جزء كبير من الأرباح اعترافا منه بالجميل و تكريما له على
صدقه و امانته ،وبهذه الأموال التي تحصل عليها من تجارة القائد الكنتافي والاموال التي ادخرها من
ممارسة التجارة شرع الحسين اقشوش في شراء الأراضي المحيطة بساحة المشور
و حين ارادت الإدارة الفرنسية تعمير تيزنيت و بناء بعض الأسواق التجارية لم يجدوا من بين أعيان
تيزنيت لهذه المهمة غير الحسين اقشوش، فشجعوه على الاستثمار في الأسواق و منحوه التراخيص و
هيؤوا له التصاميم، فكانت البداية بسوق (الجوطية) ثم سوق الجزارة القريبة من الجوطية و سوق
اقشوش المطل على ساحة المشور انتهاءا بسوق سي بلعيد ، هذا الأخير كانت ارضه في ملكية بلعيد
ندواعراب، و كان الاتفاق ان يتولى الحسين ندوقشوش بناءه و يمنح ثلث المحلات التجارية لمالك
الأرض سي بلعيد بينما يأخذ هو الثلثين و لهذا نجد أن توزيع محلات سوق سي بلعيد كان بهذا الشكل
و الترتيب :محلان اثنان للحسين ندوقشوش و محل واحد ل بلعيد ندواعراب»، و كان من بين عمال
البناء في تشييد هذا السوق عامل يسمى احمد بيشا، الشخص الذي سيكون له شأن كبير في مجال
المال و الأعمال ليس في تيزنيت فحسب بل في المغرب ككل ، حيث بعد انتهاء اشغال بناء السوق منحه
الحسين اقشوش محلا لممارسة التجارة به و فيه كانت انطلاقته في مجال التجارة »ةهذا المحل
سیعیده بلعيد بيشا و هو ابن الحاج احمد بيشا الى ورثة اقشوش قبل 4 اشهر فقط مجانا إكراما
لجدهم الذي ساعد والده و كان سببا في انطلاقته الناجحة في عالم المال و الاعمال»
توفي الراحل الشيخ الحسين ندوقشوش سنة 1942 عن عمر يناهز 62 سنة ، ساهم خلالها في
تحويل تيزنيت من واحة زراعية الى مركز تجاري مهم و متعدد الأسواق،،أنجز الراحل هذه المهمة
بعصامية وبجهد وصبر كبيرين.
بقلم : حسن إدحجي/تيزنيت