ولد المرحـوم الـوافـي مـولاي احـمـد المعروف قيد حياته بـاجـبـايـدي سنة 1926م
بإداكـكمار بجماعة إدوسملال، من أسرة شريفة استقر مع أسرته بمدينة
تيزنيت ونشأ بها
تلقى تعليمه الأولي بمسجد إنتر بقبيلة ايت براييم ثم بأدرار تدين توفيت والدته
وهو صغير السن، وتكلفت به عمته، أما والده سيدي محمد بن لحـسـن فـقـد هـاجـر
إلى فرنسا، حيث قضى معظم حياته إلى أن وافته المنية بعد
الاستقلال وبالضبط سنة 1958 بسـوسـة بتونس وبها دفن التحق بالمقاومة
وجيش التحرير وقاوم الاحتلال الـفـرنـسـي.
اعتقل سنة 1952 من طرف الباشا الفاطمي والفسيان «شارل دومينيك،
وبعد أن قضى مدة الاعتقال، نفي إلى إفران الأطلس الصغير ثم الدار البيضاء
التي فر إليها بتنسيق مع المقاومة، وقـد اسـتـقـر بمـنـفـاه الجديد بمنزل المرحوم الحاج
أحمد موزي، بسيدي بوسمارة بالمدينة القديمة، ثلاث سنوات، حيث استأنف
نشاطه الفدائي رفقة المقاوم بن اسماعيل الاكراري وابراهيم التزنيتي
وآخـريـن .
عاد إلى تيزنيت بعد إعلان الاستقلال، وتولى رئاسة أول لجنة انتقالية تعنى
بتسيير شؤون المدينة، أسس مع جماعة من
رفـاقـه أول فرع لحزب الاستقلال بالمدينة، وفي سنة 1959
سينتقل إلى الاتحاد الوطني للقوات الشعبية، وفي نفس
السنة التحق بقيادة جيش التحرير بكلميم (مصلحة التموين الـعـسـكـري)
مارس مهنا متعددة من أهمها تسفير الكتب والخرازة…)
وله اهتمامات عديدة وفي مجالات مختلفة، أهمها ولعه
بالسياسة والتاريخ والعلوم، وكان بحـق مثقفا عصاميا له إلمام بالرياضيات
والحساب وعلم الفلك، كما ساعده مكوثه بمدينة تيزنيت على معرفة أسرار
رجالاتها وأنسابهم. وكان مرجعا لفض النزاعات المتعلقة بالميراث، وله دراية
كبيرة بالأعشاب والنباتات الطبية واكتشاف مواقع المياه الباطنية(مفامان).
خلف بعض المؤلفات المخطوطة وخاصة في الأعشاب وعلم الفلك…
لقد كان المرحوم أجـبـايـدي رجلا طيبا صبورا عادلا وقـنـوعـا غيورا على وطنه
مخلصا لمبادئه كما كان زاهـدا ورعا، وقد عرضت عليه بعد الاستقلال وبعد
حل جيش التحرير عدة مناصب مهمة في الجيش والقضاء، لكنه بقي وفيا
لـزهـده وتعففه قنوعا بمهن بسيطة التسفير الكتب، البحث عن الثقوب
المائية (مفامان) حيث ضـل لا يخالط الناس كثيرا، إلى أن توفي
رحمه الله يوم الاثنين 18 يونيو 200 بتيزنيت ، وبها دفـن.