تشكل احتفالية تيفلوين التي تقام بمدينة الفضة في نسختها الثانية، مناسبة وفرصة للزوار والسياح لعيش أجواء الاحتفالية والمتعة والبهجة ، والغوص في أغوار ودروب وعادات المدينة السلطانية المليئة بالمآثر التاريخية والقصص المشوقة ، والتي تجود على ضيوفها بكل اشكال المحبة والترحيب التي رسختها اعراف وتقاليد أهل وساكنة المنطقة.
بلا شك ان الكثير من زوار المدينة ينبهرون وينجذبون لجمالها وعنفوانها وسخائها، فكل مكان وزاوية بها، يجعلك تنبهر وتندهش وينتابك شعور واحساس ان المكان والمنطقة تعرفهم منذ سنوات، فهو إحساس يتقاسمه الكثيرون ممن زاروا المدينة لأول مرة، فلا يترددون في زيارتها في كل مناسبة.
ان زيارة مدينة الفضة لا تحلوا ولا تكتمل فيها المتعة، الا بزيارة العديد من المآثر التاريخية، ولعل من أبرزها العين الزرقاء “العين أقديم” التي تعتبر في الروايات الشفهية بالمنطقة، انها النواة واللبنة الأولى في تأسيس المدينة.
يحكى في احدى الروايات الشفهية ان امرأة ملقبة ب للا زنينية أو زينينة كانت قد مرت بمكان قاحل فأصابها العطش الشديد وكادت ان تفارق الحياة فأخذت تدعو الله بالفرج، وقد كان بصحبتها كلبها الذي اخد يحفر في الأرض، فاذا بالماء يخرج، “وفي رواية أخرى وجدت الماء” فارتوت وشرب كلبها وشكرت الله، تم استقرت بالمنطقة بصحبة العديد من الرحل الذين فضل الكثير منهم الاستقرار بالمكان، مما خلق النواة الأولى للمدينة حول العين الزرقاء “تَجَمُّعُ أيت تْزْنيت”.
وحسب روايات أخرى تعتبر أن الامر يتعلق بأسطورة حول صراع من أجل البقاء لفتاة هاربة من احدى القبائل وهي من اكتشفت العين، في حين تقول رواية أخرى أن المرأة الملقبة بزنينية هي بنت لأحد الملوك الأمازيغ.
فالعين الزرقاء “العين أقديم” يعتبر منبعا مائيا متدفقا ويتواجد في المدينة القديمة، ويبعد عن ساحة المشور حوالي 10 دقيقة مشيا على الاقدام، وهي قبلة ووجهة لساكنة المدينة وزوارها للترفيه عن النفس والتقاط الصور التذكارية، وتتواجد العين الزرقاء بالقرب ومحاذاة قصبة أغناج التي تعتبر بدورها إحدى المعالم التاريخية بالمدينة.
فالعين الزرقاء بالمدينة السلطانية، تبقى القلب النابض للمدينة ومكانا ملهما وتاريخيا مليئا بالقصص والاحداث ، التي فتحت شهية الكثير من الباحثين والفنانين…، وفضول العديد من الزوار والسياح، لاكتشاف المزيد من هذه القصص والاسرار التي تختزنها اسوار ومآثر المدينة.