تعتبر مدينة الفضة من الوجهات السياحية المهمة على الصعيد الوطني والدولي ، حيث تزخر بالعديد من المآثر التاريخية التي تستهوي اهتمام وفضول الزوار.
بلا شك أن أبناء ومسؤولي المدينة السلطانية يستشعرون أهمية وقيمة الموروث التاريخي المادي واللامادي الذي تحتضنه المدينة من داخل وخارج أسوارها التي لاتزال تنبض بالحياة.
إن أبرز المعالم التاريخية التي لازالت شامخة وبارزة بقوة بالمدينة السلطانية ، نجد قصبة أغناج التي تعود تسميتها الى القائد الحاحي محمد أغناج ، الذي قاد العديد من الحملات العسكرية للسيطرة على واد ماسة بأمر من السلطان مولاي سليمان.
قصبة أغناج التاريخية تقع بمحاذاة العين الزرقاء “العين أقديم” بالمدينة القديمة ، ولا تبعد سوى ب 10 دقائق مشيا على الأقدام من ساحة المشور، والتي شيدت على مساحة إجمالية تقدر ب 6704 متر، وتتميز بأسوارها المرتفعة والمحاطة بخمسة أبراج مراقبة ، وتم بناؤها باستعمال الطين والحجارة والتبن والجير والتراب المدكوك.
تعتبر قصبة أغناج من النواة والأسس الأولى لتأسيس وإقامة مدينة الفضة ، وجعلها قطبا ومحورا اقتصاديا وعسكريا وثقافيا …، لتتحول بعد ذلك الى سجن إداري وبعدها الى مركز للتدريب “التكوين المهني” ومستودع بلدي ، قبل أن يتم إعادة تأهيلها وترميمها باستعمال المواد التقليدية.
وتأتي إعادة تأهيل قصبة أغناج ضمن مشروع تهيئة المدينة العتيقة لإعادة الاعتبار لهذا الموروث التاريخي المهم، وذلك في إطار شراكات بين وزارة الداخلية ووزارة السكنى وسياسة المدينة ووزارة الثقافة ووزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية ومجلس جهة سوس ماسة والمجلسين الإقليمي والجماعي لتيزنيت.
وبعد حلتها الجديدة ، عرفت قصبة أغناج تنظيم حزمة من الأنشطة ، ومن أبرزها النسخة الأولى من فعاليات “تيفلوين” التي عرفت نجاحا وحضورا جماهيريا كبيرا منقطع النظير.
كل زاوية من داخل القصبة تجد فيها لمسة إبداعية تحسب الى المنظمين الذين أحسنوا توزيع الأدوار والمهام ، من زاوية تجد الصناع التقليديين والحرفيين ومن جهة ثانية تجد تسويق المنتجات المجالية ومن زاوية أخرى تجد معرضا فنيا ومعرضا للكتب والمؤلفات ومن جهة تنظيم لقاءا حول المدينة العتيقة ، والتي كانت المهندسة سليمة الناجي أحد المشاركين فيها، والتي تعتبر من مهندسي المتحف بالقصبة والمنفتح على حديقة صغيرة ، التي أضفى عليها لمسة فنية راقية، ومن زاوية أخرى نجد مسرح الهواء الطلق الذي بدوره شهد مجموعة من الفقرات الفنية والثقافية.
إن قصبة أغناج بعد كل هذه الحركية والحيوية تدب فيها الحياة من جديد بنظرة ولغة وعقلية متجددة، شعارها ربط جسور الماضي بالحاضر، وأمانة من التاريخ لأجيال المستقبل.